نجمة هوانم جاردن سيتي “بروفايل”
ثمانية وستون عامًا من الحياة.. وخمسة وأربعون عامًا من الفن، منذ أوَّل ظهور للفنانة الراحلة ناهد رشدي في “أصوات للحب” و”لا يا ابنتي العزيزة”، عامي 1978، 1879، والتي عرفناها بأدوارها البارزة في الدراما التلفزيونية والسينما، والتي بدأت المسيرة خلالها، من فبل تخرجها في قسم التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام 1982، حققت شهرة كبيرة من خلال مشاركتها المكثفة في المسلسلات التلفزيونية خلال التسعينيات. ذاتُها الإبنة الكبرى للحاج عبد الغفور البرعي، وزوجة نبيل ابن الوزير، في إطار العمل الدرامي “لن أعيش في جلباب أبي”، والذي بدت فيه بقوّة، حسب تصريحها في آخر لقاء تليفزيوني لها.
قناعات أخلاقية.. مبادئ هوانم جاردن سيتي
وعلى ذكريات أنغام هادئة من ألحان الرائع راجح داوود، وأشعار الرائع سيد حجاب، يدق قلوب جيل التسعينات أداء هدى عمَّار، بصوتها الرخيم “يا روايح الزمن الجميل”، بالفعل، مقدِّمة العمل الدرامي “هوانم جاردن سيتي”، فيستعيدون معه شخصية كوثر هانم الذي جسَّدته الفنَّانة الراحلة، ببساطة شديدة، والذي قالت خلال تصريحات صحفية سابقة لها: “ذكريات جميلة و”عمل” اعتز أنني أنجزته ضمن مشواري الفني والناس ما تزال تتذكره بكل خير، وأنا منذ البداية حرصت على انتقاء أدواري بما يتناسب مع قناعاتي الأخلاقية، ولا يتسبب في احراج أسرتي وأبنائي وكنت أتمنى أن أصبح ممثلة حقيقية على غرار زوز نبيل وأمينة رزق، أما النجومية فتأتي وتذهب حسب معطيات كثيرة.”
وكانت كشفت الفنانة ناهد رشدي تفاصيل كواليس مسلسل “هوانم جاردن سيتي”، قائلة: “إنها كانت في المسلسل من هوانم العائلة لكنها كانت من الفرع البسيط الذي يعيش في منطقة شبرا وليس في جاردن سيتي”.
مشاراكات سنيمائية ضخمة
على مدار مسيرتها الفنية، شاركت ناهد رشدي في العديد من الأعمال التي تركت بصمة في عالم الفن، بما في ذلك مسلسلات تلفزيونية وأفلام سينمائية، حيث نجحت في تنويع أدوارها وتقديم شخصيات مختلفة أثرت في الجمهور.، مثل الطريق إلى إيلات (1993)، الحب فوق هضبة الهرم (1986)، أبناء وقتلة (1987)
نجمة السهرة التليفزيونية
هنا يقف جيل التسعينات، ومن قبلهم، ويعودون بالزمن إلى عهد التليفزيون الأرضي، حين كانت السهرات التليفزيونية، ليال الجمع والآحاد، حيث كانت الفنانة الراحلة واحدة من نجومه وأبطاله، تطل وسط كوكبة من ألمع فنانين عصرها، والتي تجاوزت عدد هذه الأعمال المعروضة على الشاشة الصغيرة في ذلك الوقت، مثل “يا فرحه ما تمت، عصفور الجنة، الحب وأحكامه، الألبوم، حدث في اليوم التالي، أحلام الناس الغلابة، وحوش أليفة:الطبيبة سهى العدوى، العجوز والدنيا وأنا، أحلام الشباب.. وغيرها من الأعمال”.
لقد كان لرحيلها في 2024 تأثير كبير على المشهد الفني والجمهور الذي تابع أعمالها لسنوات طويلة، فاليوم ترحل وتترك إرثًا من الفن يتجاوز المائة عمل، تنوعت بين الدراما، والسنيما والمسرح، والراديو، فقد كانت صديقة للمياكروفون في دوبلااج للرسوم المتحركة، مسلسل أطفال “المغامرون الخمسة وآلة الزمن في المستقبل” عام (2004)، والمسلسل الإذاعي “قصة حبي” عام (2010)، ثمَّ في ذات العام ناداها الحنين إلى خشبة المسرح في أداء دورها بالعمل المسرحي أوديب وشفيقة، بعد انقطاع عقدين كاملين بعيدًا عن الجمهور المباشر.
ظلَّت الفنانة حتَّى العام 2020 تطل على جمهورها من خلال أعمال مختلفة، رُغم ظروف مرضها الذي كانت ترفض الحديث عن تفاصيله، إلَّا أنَّها توقَّفت عن الظهور دراميًا وسنيمائيًا وحتى رحيلها منذ ساعات، فاليوم وداعًا كوثر هانم، اليوم وداعًا سنية عبد الغفور البرعي، اليوم وداعًا “ناهد رشدي”.
المصدر موقع الفجر