وزير الخارجية الكوبي يقول إن انتهاكات ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي أصبحت الآن “حقائق من حقائق الحياة” — قضايا عالمية

قال برونو إدواردو رودريغيز باريلا، إن الجيش الإسرائيلي “ذبح” أكثر من 40 ألف مدني في غزة خلال الأشهر الـ 11 الماضية. كما أشاد بأكثر من 220 من موظفي الأمم المتحدة الذين قتلوا في الصراع.
وقال: “إن الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني يجب أن تنتهي دون قيد أو شرط ودون مزيد من التأخير”.
وتطرق إلى خطر التصعيد، وقال إن “إسرائيل، بتواطؤ الولايات المتحدة، أوصلت العالم إلى حافة صراع عالمي كبير”، مضيفا أن “العدوان غير المسؤول على لبنان وسوريا وإيران وشعوب المنطقة”. سيكون للشرق الأوسط عواقب يصعب التنبؤ بها.
وذكر السيد رودريغيز باريلا أنه بعد مرور ما يقرب من 80 عاما على إنشاء الأمم المتحدة، “أصبحت الانتهاكات المستمرة لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، والاعتداءات، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وفرض التدابير القسرية الانفرادية لأغراض سياسية، حقائق الحياة.”
يتم تقويض السلام والأمن العالميين من خلال “مذاهب الهيمنة العسكرية التوسعية العدوانية والعنصرية”.
وقال إن الإنفاق العسكري العالمي مستمر في الزيادة للعام التاسع على التوالي، ليصل إلى 2.44 تريليون دولار في عام 2023 – وهو الرقم الذي يشمل أيضا تطوير أسلحة نووية جديدة.
وحذر من أنه لن يكون هناك سلام من دون تنمية، ومع ذلك فإن “البلدان المتقدمة، التي تسكن نفس الكوكب، ترفض بشكل أعمى الاستثمار ولو بالحد الأدنى في ازدهاره وأمنه”.
وتابع أنه علاوة على ذلك، “لقد تلاشى التطلع إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة”، مشيرا إلى أن الثروة الجماعية لأغنى خمسة أشخاص في العالم زادت بينما لا يزال خمسة مليارات شخص على مستوى العالم يعيشون في فقر.
وقال السيد رودريغيز باريلا: “بفرض ضريبة على ثروات المليارديرات، يمكن انتشال ملياري شخص من الفقر”.
وبالانتقال إلى حالة الطوارئ المناخية، أشار إلى أن العلماء أفادوا في يوليو/تموز أن الكوكب شهد 13 شهرًا متتاليًا من درجات الحرارة المرتفعة القياسية.
وقال: “إذا لم يتم تغيير أنماط الإنتاج والاستهلاك غير العقلانية وغير المستدامة للرأسمالية بطريقة عاجلة وهامة، فسيكون من المستحيل الحد من ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية بمقدار 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة”.
وأعرب عن أمله في أن تتبنى الحكومات المجتمعة في مؤتمر الأمم المتحدة COP29 للمناخ في أذربيجان في نوفمبر المقبل هدفا جديدا لتمويل المناخ.
فالبلدان الأكثر ثراء “ستتاح لها إمكانية جديدة للبدء في سد فجوة تمويل المناخ وسداد ديونها التمويلية”، في حين يتعين على الدول النامية “تصميم هدف كاف يستجيب لاحتياجاتنا الخاصة، مع ضمانات للتنمية والعدالة الاجتماعية”.
وقال إن الحل يجب أن يشمل حتما شطب الديون الخارجية “التي تم سدادها بالفعل عدة مرات”.
ودعا السيد رودريغيز باريلا إلى “نظام دولي ديمقراطي عادل” يضمن، من بين أمور أخرى، “الصالح العام والرخاء لجميع الشعوب في انسجام مع الطبيعة، والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية لضمان ممارسة جميع حقوق الإنسان لجميع الناس”.
وتطرق وزير الخارجية أيضًا إلى الحظر التجاري والاقتصادي الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا منذ ما يقرب من 65 عامًا، والذي تسبب في أضرار “واضحة لا يمكن إنكارها” وأثر على الحياة اليومية للسكان.
وفي الوقت نفسه، فإن إدراج الجزيرة الكاريبية في قائمة وزارة الخارجية الأمريكية للدول التي يُزعم أنها ترعى الإرهاب هو “تصنيف احتيالي، خالٍ من أي سلطة أو تفويض دولي”.