الفنان مصطفى فهمي.. رحلة فنية طويلة من السينما إلى الشاشة الصغيرة
رحل الفنان القدير مصطفى فهمي بعد مسيرة فنية طويلة ومتميزة، تاركًا خلفه إرثًا سينمائيًا ودراميًا أثّر في محبيه، فقد عُرف بأسلوبه الراقي وحضوره الساحر، كما تمتع بأصول عائلية شركسية تركت بصمة مميزة في حياته وحياة عائلته. ورغم ارتباط أسرته بالعمل السياسي، إلا أن مصطفى فهمي اختار مسارًا مغايرًا ليميز نفسه في عالم الفن.
الوضع الصحي قبل وفاته
مع الإعلان عن وفاة مصطفى فهمي عن عمر يناهز 82 عامًا، تصاعدت التساؤلات حول تطورات حالته الصحية، إذ تعرض قبل أيام قليلة لأزمة صحية مفاجئة تسببت في تدهور حالته. خضع على إثرها لجراحة دقيقة بالمخ لإزالة ورم سرطاني، وبعدها كان الجميع يأمل في تحسنه، لكن حالته الصحية لم تشهد استقرارًا بل تدهورت باستمرار، مما استدعى رعاية طبية متواصلة إلى أن وافته المنية. جاءت أخبار وفاته، التي أعلنتها نقابة المهن التمثيلية، كصدمة لجمهوره وزملائه في الوسط الفني، الذين فقدوا نجمًا أسهم في إثراء السينما والدراما المصرية.
خلفية عائلية وأصول شركسية
وُلد مصطفى فهمي في عائلة مصرية تنتمي إلى أصول شركسية، وكان لعائلته دور سياسي واجتماعي مؤثر في مصر. أخوه الأكبر هو الفنان المعروف حسين فهمي، الرئيس الحالي لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والذي له دور بارز أيضًا في المجال الفني.
بداية مشواره الفني
تخرّج مصطفى فهمي في معهد السينما قسم التصوير، وبدأ مسيرته خلف الكاميرا، حيث عمل كمساعد تصوير في فيلم أميرة حبي أنا عام 1974. إلا أن موهبته في التمثيل سرعان ما لفتت الأنظار، ليشارك في فيلم أين عقلي في العام نفسه، حيث أثبت حضوره القوي وجاذبيته. استمر فهمي في مشواره ليشارك في مجموعة متنوعة من الأعمال، من أبرزها قصة الأمس وحياة الجوهري وأيام في الحلال، مقدّمًا من خلالها أداءً مميزًا عبر الأدوار الدرامية والكوميدية، حتى أصبح من أبرز نجوم التلفزيون والسينما المصرية.
الحياة الشخصية واهتمامه باللياقة
كان مصطفى فهمي على الصعيد الشخصي محط أنظار الجمهور، فقد تزوج ثلاث مرات، الأولى من سيدة إيطالية أنجب منها ابنته دينا وابنه عمر، والثانية من الفنانة رانيا فريد شوقي، وزوجته الأخيرة الإعلامية اللبنانية فاتن موسى. ورغم تقدمه في العمر، ظل فهمي يتمتع بلياقة بدنية وحيوية، مشيرًا في أحد لقاءاته مع الإعلامية سمر يسري إلى أنه يرى في الرياضة والسفر جانبًا مهمًا من حياته، واصفًا ذلك بأنه “زمن الشقاوة لا ينتهي”. وكشف أن شخصيته المحببة جعلته يتعرض للمعاكسات النسائية حتى في سنواته الأخيرة، وهو ما كان يسبب بعض الغيرة لدى زوجته الأخيرة.
إرث خالد في السينما والدراما
مع رحيله، ترك مصطفى فهمي إرثًا من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي لاقت استحسان النقاد والجمهور على حد سواء، حيث جسد من خلال أدواره شخصيات تنبض بالإنسانية والصدق، وجعلته أحد رموز الفن المصري الذين استمروا بتقديم الأفضل لجمهورهم على مدى عقود. وقد ودّع الجمهور والنقاد فهمي برسائل حزينة، معربين عن امتنانهم للفنان الذي أبهرهم بأدواره وحافظ على تميزه في أداء الشخصيات المختلفة، ليبقى اسمه خالدًا في ذاكرة السينما المصرية.
المصدر موقع الفجر
اكتشاف المزيد من نهج
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.