بعد رحيله.. من هو الشاعر السوداني هاشم صديق؟
غيب الموت، الشاعر السوداني هاشم صديق عن عمر ناهز 67 عامًا بعد صراع طويل مع المرض.
وأكدت مصادر عائلية مقربة أن صديق كان قد واجه مشاكل صحية أثرت على حالته العامة خلال الأشهر الماضية، مما أدى إلى تدهور وضعه الصحي. وقد رحل تاركًا خلفه إرثًا ثقافيًا وأدبيًا كبيرًا، يُعد جزءًا أساسيًا من الهوية الأدبية السودانية.
نظرة على حياته ومسيرته الأدبية
وُلد هاشم صديق في مدينة أم درمان عام 1957، حيث نشأ في بيئة ثقافية أثرت على تطوره الأدبي. بدأ حياته المهنية كشاعر وكاتب مسرحي، وقد اشتهر بتقديمه لعدد من الأعمال الأدبية التي تفاعل معها الجمهور السوداني والعربي بشكل كبير. تميز صديق بإبداعه في مجالات الشعر والمسرح والدراما التلفزيونية والإذاعية، ما جعله أحد أبرز الأسماء في الأدب السوداني المعاصر.
أبرز إسهاماته الأدبية
قدّم هاشم صديق أعمالًا خالدة لا تزال تُذكر حتى اليوم، ومن أبرزها أوبريت “ملحمة قصة ثورة”، الذي يُعد أحد أكبر الأعمال الغنائية التي تُخلد ثورة الشعب السوداني وتطلعاته. تميز الأوبريت بأسلوبه العاطفي وقدرته على تجسيد الروح الثورية للسودانيين، ليصبح رمزًا للتغيير الاجتماعي والسياسي. كما قدّم مسرحيات هامة مثل “أحلام الزمان” و*”نبتة حبيبتي”*، اللتين تعكسان قضايا المجتمع السوداني وتعرضان نقدًا اجتماعيًا قويًا عبر المسرح.
دوره في الإعلام السوداني وتأثيره الثقافي
لم تقتصر إسهامات صديق على الشعر والمسرح، بل امتدت لتشمل البرامج الإذاعية والتلفزيونية، حيث عمل كاتبًا ومبدعًا في تقديم مواد ثقافية تعكس واقع المجتمع السوداني. من بين أشهر برامجه الإذاعية “قطار الهم” و”الحواجز”، التي لاقت صدى واسعًا بفضل تناولها للقضايا الإنسانية والاجتماعية بشكل واقعي يعبر عن هموم الناس.
إرثه وتأثيره على الأجيال القادمة
شكّل رحيل هاشم صديق خسارة فادحة للمشهد الثقافي السوداني، إذ كان يُعد رمزًا ثقافيًا وأدبيًا تأثرت به أجيال متعددة من الأدباء والشعراء. عبر مسيرته الأدبية، استطاع أن يربط بين الإبداع الفني وقضايا الوطن، مما جعله صوتًا أدبيًا يعبر عن نبض السودانيين. ستظل أعماله إرثًا مهمًا للأجيال القادمة، التي ستستلهم من شعره ومسرحه وكتاباته الإذاعية التلفزيونية.
المصدر موقع الفجر
اكتشاف المزيد من نهج
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.