لماذا انخفضت أسعار السلع الغذائية في الأسواق؟.. خبراء اقتصاد يوضحون (خاص)



شهدت الأسواق المصرية، حالة من التراجع والانخفاض في أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية خلال الفترة القليلة الماضية، عقب توقيع اتفاقية رأس الحكمة، وتحرير سعر صرف الدولار وتوفير السيولة النقدية في الأسواق الرسمية، مما ساهم بشكل كبير في السيطرة على معدلات التضخم والعودة لانخفاض الأسعار بشكل نسبي.

استقرار سعر الصرف

وفي هذا الصدد، أرجع الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي، أسباب الانخفاض لبعض السلع الغذائية والأجهزة الكهربائية، إلى استقرار سعر الصرف، مؤكدًا أنه السبب الرئيسي لهدوء حالة الارتباك التي مر به السوق المصري خلال الشهور السابقة لشهر مارس 2024، لافتًا إلى أن تحرير سعر الصرف واستقراره عند معدلات ما بين 45 لـ 50 جنيه هو أقل بكثير مما كان يتم تقييم السلع به والتي كانت بسعر الدولار في السوق الموازية والذي وصل إلى نحو 70 جنيه.

وأوضح “جاب الله” في تصريح خاص لـ “الفجر”، قائلًا: مع تحرير سعر الصرف وتراجع العملة الدولارية واستقرارها ترتب على ذلك حدوث تراجع نسبي يختلف من سلع إلى أخرى ومنتج إلى آخر، مشيرًا إلى أنه إذا استمر سعر الصرف عند هذه المعدلات فمن المتوقع حدوث تراجعات أكبر خلال الفترة القادمة.

وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن توقيع مصر اتفاقية “رأس الحكمة” مع دولة الإمارات، وتسلم الدفعات الأولى والثانية من أموال الصفقة وتوافر السيولة الدولارية في الأسواق الرسمية هو السبب الرئيسي الذي مَكنَّ الدولة من توافر السيولة النقدية التي تدير بها سعر الصرف، مما ساعد على عودة تحويلات المصريين بالخارج إلى الجهاز المصرفي، وعودة الدولار كأداة لتسوية المعاملات الدولية وعدم استخدامه كأداة للادخار.

احتواء نسبة التضخم

ولفت الدكتور وليد جاب الله، إلى أن اتفاقية رأس الحكمة وما تلاها من إجراءات هي جملة إجراءات متكاملة ساعدت في استقرار سعر الصرف، الأمر الذي ترتب عليه احتواء نسبة التضخم.

وتابع الخبير الاقتصادي، من المتوقع أن يتم تحسن نسبة التضخم خلال الفترة المقبلة، مما ينعكس بشكل إيجابي على انخفاض الأسعار وتراجعها كما كانت عليه في السابق خلال الأشهر الماضية.

وفي السياق ذاته، قال الدكتور السيد خضر، الخبير الاقتصادي، إن الاتجاه إلى انخفاض أسعار السلع خطوة إيجابية من شأنه إنعاش السوق وإحداث رواج في السوق الداخلي مرة أخرى، مشيرًا إلى أن مع نهاية شهر رمضان كان هناك اتفاق بين الحكومة والقطاع الخاص بأن يكون هناك اتجاه إلى تخفيض نسبة 30%، وهناك نسبة كبيرة من الشركات اتجهت إلى التخفيض ونسبة أخرى مازالت عند ارتفاع أسعارها.

استمرار الرقابة على الأسواق

وأضاف “خضر” في تصريح خاص لـ “الفجر”، قائلًا: ما نحتاجه خلال الفترة المقبلة كي يكون هناك استمرار في عملية الانخفاض وتحقيق التوازن في مؤشرات الأسعار الذي يؤثر بالتأكيد على معدل التضخم، هو فكرة استمرار الرقابة الحقيقية والصارمة على الأسواق، وأن يشعر التجار بأن هناك تشريع قوي وصارم لاستغلال الأزمات واحتكار السلع.

وأكد الخبير الاقتصادي السيد خضر، على ضرورة أن يكون هناك تعاون أكبر بين القطاع الخاص والحكومة في زيادة المبادرات بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة كي يشعر المواطن بالتحسن ويستطيع التوازن بين المدخلات وتوفير الاحتياجات الأساسية بشكل كامل، وألا يكون الانخفاض للأسعار مجرد انخفاض وقتي وإنما نريد انخفاض مستمر لفترات طويلة.

دعم الصناعات المحلية

وأردف قائلًا: هناك آلية مهمة لاستمرار الانخفاض وهي فتح الاستيراد لفترات مؤقتة، للتغلب على جشع التجار وخلق المنافسة لإغراق السوق الداخلي بالمنتجات، مشيرًا إلى أن إتفاقية رأس الحكمة والسيطرة على سعر الصرف سبب في انخفاض الأسعار، ولكن لا نريد ربط توفر العملة بانخفاض الأسعار، نظرًا لأن ذلك التوفير سيكون لفترة مؤقتة، فماذا بعد ذلك؟، لافتًا إلى أن زيادة الإنتاجية ودعم الصناعات المحلية هو ما يؤدي إلى الاستمرار في الانخفاض.




المصدر موقع الفجر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى