ممارسات جيش الاحتلال جميعها “مستفزة” وتؤثر على المنطقة العربية بأكملها
علقَّ خبراء سياسيون وأساتذة العلوم السياسية، على حادثة إطلاق النار على الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، والذي أسفر عن مقتل جندي مصري، مؤكدين أن ما يفعله الاحتلال الإسرائيلي من ممارسات جميعها “استفزازية” وتهدد المنطقة العربية بأكملها وليس الأمن القومي المصري فقط، لافتين إلى استمرار تصاعد التوتر في العلاقات المصرية الإسرائيلية على كافة الأصعدة بسبب العناد الإسرائيلي.
من جانبه، قال الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني جميعها “مستفزة”، وليست فقط مسألة استهداف الجنود على الحدود المصرية، وإنما منذ بدء العدوان على قطاع غزة والتجاوز في محور “فيلادلفيا”، وما تبعها من الضربات في اتجاه معبر رفح جميعها تصرفات استفزازية.
تهدد الأمن القومي العربي
وأضاف في تصريح خاص لـ “الفجر”: الأمر ليس مقصور فقط على فكرة استهداف الجنود على الحدود المصرية، قائلًا: لو لم يكن هناك استفزاز لتوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لافتًا إلى أن ممارسات الاحتلال تهدد الأمن القومي العربي والمنطقة العربية بأكملها، وليس فقط الأمن القومي المصري.
وتابع قائلًا: لا ننظر إلى حادثة مقتل “الجندي المصري” على أنها حادثة منفصلة عن سلسلة الأحداث منذ بدء العدوان، مؤكدًا أن هناك بالتأكيد استفزازات إسرائيلية لكل المنطقة العربية وجميعها مرفوضة، مستطردًا: المراهنة على صبر مصر مسألة خاطئة تمامًا، مضيفًا: مصر دولة كبيرة ولها خبرات في التعامل مع إسرائيل، وإسرائيل تحذر من الصدام المباشر مع مصر، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مدرك جيدًا لحجم الصدام المباشر مع مصر وحجم الخسائر التي ممكن أن يتلقاها على كافة الأصعدة عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا.
محاولات للضغط على مصر
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن نتنياهو يعلم أن مصر كشرت عن أنيابها بعدة صور سواء بالتحذير من الانسحاب من الوساطة وهو لا يتحمل ذلك، أو الانضمام إلى دعوى جنوب إفريقيا سواء بالدعم السياسي في المحافل الدولية دعمًا للقضية الفلسطينية، موضحًا أن كل ما يحدث محاولات للضغط على مصر ولكن جميعها باءت بالفشل، لأن مصر تدعم القضية الفلسطينية عن اقتناع، وهي صاحبة الملف.
وأكد الدكتور حسن سلامة، أن العلاقات بين مصر وإسرائيل في قمة التوتر، ويراكم عليها التوتر بسبب العناد الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن مصر لم تكن بادئة أبدًا ودولة تحترم اتفاقيتها وتعاهداتها، وكذلك تحترم الجوار وتصبر على العدوان لكنها لا تصبر على الضيم أبدًا ويومًا ما سوف ترد الصاع صاعين.
وأكمل قائلًا: كل الأخطاء تأتي من الجانب الإسرائيلي دون شك، لافتًا إلى أن عودة إسرائيل عن العدوان هو الشرط الرئيسي لخفض التوتر ولم يمكن الاستغناء عنه، استمرار العدوان مهدد للمنطقة العربية ككل.
وفي السياق ذاته، قال اللواء محمد الغباشي، أمين مركز آفاق للدراسات الاستراتيجية، إن ما حدث في واقعة مقتل “الجندي المصري برصاص الاحتلال الإسرائيلي” أنه كان هناك اشتباكات ما بين عناصر من الجيش الإسرائيلي وقوات المقاومة، وأسفر الاشتباك عن طلقات في كافة الاتجاهات، وبعض من هذه الطلقات جاءت في اتجاه الجانب المصري أثناء الاشتباك مما أسفر عن استشهاد الجندي المصري.
وأشار في تصريح خاص لـ “الفجر” إلى أن القوات المسلحة أعلنت على لسان المتحدث العسكري أن الدولة المصرية والقوات المسلحة تقوم بتحقيق وسوف تتخذ الإجراءات التي تراها لازمة، مؤكدًا على ضرورة الخروج من تعبير الاستهداف، مشيرًا إلى أن هذا التعبير يعني الاعتداء على جندي مصري بشكل مقصود وفي هذه الحالة سيكون رد الدولة والقوات المسلحة صعب للغاية على كافة المستويات سواء الرسمية أو السياسية والدبلوماسية أو العسكرية.
تصاعد توتر العلاقات المصرية الإسرائيلية
ولفت إلى أن التوتر في العلاقات المصرية الإسرائيلية بدأ منذ لحظة وصول قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى رفح وما فعلوه على الشريط الحدودي محور صلاح الدين أو ما يسمى بمحور “فيلادلفيا”، وهو منصوص عليه في الاتفاقيات السابقة بين مصر وإسرائيل بأنها منطقة منزوعة السلاح ولا يجوز أن تتواجد فيها إسرائيل بأي قوات.
وأضاف، كذلك ما حدث من التعدي الإسرائيلي على الجانب الآخر من معبر رفح، والذي كان من المفترض تحت مسئولية السلطة الفلسطينية وعناصر دولية أوروبية طبقًا لاتفاقية المعابر وما حدث بعدها من بروتوكولات وتعديلات متتالية آخرها 2019/2020 الخاصة بالمعابر.
رفض الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري
وأكد اللواء محمد الغباشي، أن كافة هذه الانتهاكات جعلت مصر تأخذ إجراءات تصعيدية متتالية ضد إسرائيل وجيش الاحتلال، لافتًا إلى أن هذه الإجراءات بها تسلسل تراه القيادة السياسية، مشيرًا إلى إعلان مصر في كافة المحافل الدولية عن رفضها ما يتم في رفح ورفضها عملية الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري، وكان الإجراء الحاسم والقوي الأخير الخاص بأن مصر تدخلت ودعمت دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، تصعيد كبير وخطير من جانب مصر ضد إسرائيل.
المصدر موقع الفجر
اكتشاف المزيد من نهج
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.