“العين.. واد السمَّان.. جنوب الخليل”.. كيف ينجح الاحتلال بالاقتحامات المتتالية أن يزيد اشتعال الوضع داخل غزَّة؟
“في عز الفجر”..
خلال هذه اليلة الفائتة، ورد بيان عاجل حول قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مخيم العين بمدينة نابلس في الضفة الغربية، حاصر بناية سكنية، بعدما اقتحمت واد السمن جنوب الخليل وبلدة بيت أمر شمالها، وذالك كلَّه في غضون ساعات قلائل، لكنَّها الجحيم في كلٍّ ثانية وكل حِسبة زمنية على المواطنين والعجائز والأطفال داخل هذه المناطق وأخرى في قطاع غزَّة.
تتابع بوابة الفجر على مدار الساعة، لا سيَّما في باب “العدو الصهيوني” كافة التطورات داخل غزَّة، إذ أنَّ معاناة القطاع لم تلبث أن تهدأ لحظة، داخل هذا الأمر الجنوني، الذي يراه شرفاء العالم إبادة، دون تزيين أو تجميل في الفقرات والعبارات.
توتر وتصعيد في الضفة الغربية
شهدت مدينة نابلس في الضفة الغربية تصعيدًا جديدًا عندما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم العين، مما أدى إلى زيادة التوتر والأزمة في المنطقة. تعد هذه الاقتحامات المتكررة جزءًا من استراتيجية الاحتلال لإحكام السيطرة على المناطق الفلسطينية، وتثير هذه العمليات القلق الدولي وتزيد من معاناة السكان الفلسطينيين.
تتزامن هذه التحركات العسكرية مع توترات سياسية متصاعدة، مما يزيد من تعقيد الوضع في الضفة الغربية ويجعل من الصعب تحقيق أي استقرار أو تقدم نحو حل سياسي.
رفض نتنياهو وعرقلته للاتفاقات مع حماس
يلعب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، دورًا حاسمًا في تأجيج الأزمة الحالية بسبب رفضه المستمر وعرقلته لأي محاولات للوصول إلى اتفاق مع حركة حماس. هذا العناد السياسي يعكس سياسة الاحتلال القائمة على القوة العسكرية والضغط المتزايد على الفلسطينيين، مما يعزز الشعور بعدم الأمان واليأس بين السكان الفلسطينيين. إن موقف نتنياهو المتشدد يعقد الجهود الدولية والمحلية لتحقيق هدنة دائمة أو بدء محادثات سلام فعالة، ويزيد من احتمالية حدوث تصعيدات مستقبلية قد تكون أكثر دموية وخطورة.
تفاقم الأزمة واستمرار المقاومة
مع استمرار الاقتحامات المتتالية ورفض نتنياهو لأي اتفاقيات مع حماس، تتفاقم الأزمة في الضفة الغربية، مما يدفع الفلسطينيين إلى مزيد من المقاومة والصمود. يعتبر الاقتحام الأخير لمخيم العين في نابلس مثالًا صارخًا على الوضع المتدهور، حيث تؤدي هذه العمليات إلى تدمير الممتلكات واعتقال السكان وزيادة العنف. في هذا السياق، يشعر الفلسطينيون بأنهم محاصرون بين قوة الاحتلال وغياب الحلول السياسية، مما يعزز الروح المقاومة ويزيد من احتمالات الانتفاضة الشعبية. إن تحقيق السلام والاستقرار يتطلب تغييرًا جذريًا في السياسات الحالية وتبني نهج جديد يقوم على الحوار والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.
كيف يرى الأمر نتنياهو والذين معه؟
حماس الضغط على المجتمع الدولي لتوسيع رقعة الضغط على الحكومة الإسرائيلية، إلَّا أنَّ رئيس حكومة الاحتلال يرى الامر بتعجرف شديد، لا سيما بعد تأييد أمريكي، تمثَّلت في موافقة الولايات المتحدة الأمريكية على أفادت قناة “14” العبرية، منذ يومين، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد حصل على موافقة أمريكية لشن عملية عسكرية ضد لبنان، وذلك قبل وقوع الهجوم على بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل. إذا أنَّ ما يراه نتنياهو بعيون أمريكا أنَّه يحارب معتدين، ما يضع القضية في مصاف الهيِّن أمام أعين المجتمع الدولي، أو على وجه أدق أمام مؤيِّدي الكيان الصهيوني.
وبذلك ترتبط الاقتحامات المتتالية بأن تجعل من مسار الوضع في غزة مثارًا للأزمة التي لا تنتهي، ولا يتسنَّى لها حلّ، مهما كانت براعة المحاولات وقوَّة الوساطات، فتظل غزَّة إلْف مشهدٍ معتاد بين قصف واقتحامات وانتهاكات تتباين وتتوالي دون توقُّف.
المصدر موقع الفجر
اكتشاف المزيد من نهج
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.