“لقد أثار اجتماع الدوحة مخاوف من أن الأمم المتحدة تضفي الشرعية بشكل غير مباشر على طالبان” – قضايا عالمية


  • بواسطة سيفيكوس
  • انتر برس سيرفس

أثار الاجتماع بين طالبان ومبعوثين من ما يصل إلى 25 دولة وأصحاب المصلحة الآخرين، والذي استضافته الأمم المتحدة في الدوحة، قطر، انتقادات دولية لأنه لم تتم دعوة النساء الأفغانيات. وهذا هو الاجتماع الثالث من نوعه ولكنه الأول الذي يضم أعضاء حركة طالبان، غير المعترف بهم دوليا كحكام لأفغانستان. وانتقد نشطاء حقوق الإنسان نهج الأمم المتحدة قائلين إنه يعطي الشرعية لطالبان ويخون التزامها بحقوق المرأة. ويطالبون بالاعتراف بالفصل العنصري بين الجنسين كجريمة دولية وفرض عقوبات على المسؤولين عنه.

ما هو غرض وأهمية اجتماع الدوحة الثالث بشأن أفغانستان؟

وكان اجتماع الدوحة الثالث قد انعقد في أعقاب القرار الذي أصدره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي يقضي بإجراء تقييم مستقل للموقف في أفغانستان، بهدف تسهيل إعادة اندماج أفغانستان في المجتمع الدولي والأمم المتحدة. وأجرى الخبير المستقل المعين، وهو دبلوماسي تركي سابق، تقييما شاملا. ورغم اعترافها بانتهاكات طالبان لحقوق الإنسان، وخاصة ضد المرأة، فإنها لم تعالج بالقدر الكافي قضايا مثل اضطهاد الأقليات وتآكل العمليات الديمقراطية.

وتنظر الأمم المتحدة إلى هذه الاجتماعات على أنها جزء من خطة لأفغانستان مسالمة تحترم حقوق الإنسان، وخاصة للنساء والفتيات، وتندمج في المجتمع العالمي. لكن القرار باستبعاد النساء من هذه المناقشات الحاسمة متناقض للغاية. ومن خلال قبول شروط طالبان للمشاركة في المحادثات، فإن الأمم المتحدة تقوض التزامها بتعزيز الشمولية والمساواة بين الجنسين.

لماذا تنتقد المجموعات الحقوقية اللقاء وما هي مطالبها؟

وانتقدت جماعات حقوق الإنسان بشدة نهج الأمم المتحدة في الاجتماع لعدد من الأسباب. أولاً، أدانوا استبعاد النساء من المناقشات الرئيسية. ويتناقض هذا الاستبعاد بشكل مباشر مع التزام الأمم المتحدة بتعميم مراعاة المنظور الجنساني وقراراتها التي تدعو إلى مشاركة المرأة في عمليات السلام. ثانياً، كان هناك نقص كبير في الشفافية بشأن جدول أعمال ووقائع الاجتماعات، وخاصة الجلسة النسائية المنفصلة التي أعقبت المناقشات الرئيسية. أثار هذا التعتيم المخاوف بشأن فعالية وصدق المشاركة.

ويقول منتقدون إن الاجتماع ركز بشكل أساسي على القضايا الاقتصادية، متجاهلاً المناقشات المهمة حول حقوق الإنسان وحقوق المرأة. وقد أثار هذا مخاوف من أن الأمم المتحدة تضفي الشرعية بشكل غير مباشر على سياسات طالبان القاسية. وتريد جماعات حقوق الإنسان أن تكون الاجتماعات المستقبلية شاملة وشفافة وتضمن سماع أصوات النساء. إنهم يريدون أن تلتزم الأمم المتحدة بقواعدها وألا توافق على المطالب التي تنتهك حقوق الإنسان.

ما هو وضع المرأة الأفغانية في ظل حكم طالبان؟

منذ عودة طالبان إلى السلطة، تدهور وضع المرأة في أفغانستان بشكل كبير. لقد تم استبعاد النساء بشكل شبه كامل من الحياة العامة، ولم يُسمح لهن بالعمل إلا في مجالات محدودة للغاية مثل الصحة والتعليم الابتدائي، وبعد ذلك فقط في ظل ظروف صارمة.

أفغانستان هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمنع الفتيات فوق سن 11 إلى 12 سنة من تلقي التعليم. وحتى تحت هذا المستوى، هناك قيود صارمة، بما في ذلك فرض الحجاب على الفتيات الصغيرات والمناهج الدراسية التي تركز بشكل متزايد على التعليم الديني، وهو ما يهدد بتطرف الجيل القادم.

وتواجه النساء العاملات بأي صفة تمييزاً اقتصادياً شديداً. رواتبهم محددة بمستويات غير مستدامة، مما يجعل من المستحيل عليهم العيش بشكل مستقل. وعندما أضربت العاملات في مجال الصحة عن هذه الظروف غير العادلة، رفضت وزارة الصحة العامة الدخول في حوار.

إن التمييز المنهجي الذي تمارسه حركة طالبان يضع المرأة في وضع أدنى في كافة جوانب الحياة، من التعليم إلى العمل، الأمر الذي يديم دائرة من القمع والتهميش. هناك فجوة واضحة بين أهداف اجتماع الدوحة، والتي تهدف إلى تحقيق السلام في أفغانستان مع ضمان حقوق الإنسان للنساء والفتيات، والواقع القاسي الذي تواجهه المرأة الأفغانية تحت حكم طالبان.

ما الذي يجب على المجتمع الدولي فعله لدعم المرأة الأفغانية؟

ومن أجل دعم حقوق المرأة في أفغانستان، يتعين على المجتمع الدولي أن يتخذ موقفاً حازماً ضد سياسات طالبان.

أولاً، لا ينبغي الاعتراف بطالبان كحكومة شرعية إلا إذا التزمت بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان، بما في ذلك تلك المتعلقة بحقوق المرأة. ثانياً، ينبغي تعزيز العقوبات الحالية المفروضة على حركة طالبان للضغط عليها لحملها على الامتثال لمعايير حقوق الإنسان. ثالثا، ينبغي للمجتمع الدولي أن يحاسب حركة طالبان على جرائمها، بما في ذلك انتهاكات حقوق المرأة، من خلال الآليات القانونية والدعوة المستمرة.

إن محنة المرأة الأفغانية ليست مجرد قضية وطنية، بل هي قضية عالمية تؤثر على استقرار وسلام المنطقة برمتها. إن تجاهل معاناة المرأة لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع وتقويض الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والتنمية المستدامين. ويتحمل المجتمع الدولي التزاماً أخلاقياً بضمان حماية حقوق المرأة الأفغانية وإعلاء مبادئ العدالة والمساواة في أي تعامل مع طالبان.

ما الذي يجب فعله لضمان إشراك النساء في المحادثات المستقبلية بشأن أفغانستان؟

ولضمان إشراك المرأة في المحادثات الدولية المستقبلية، من الضروري أن تكون مشاركتها إلزامية في كل مرحلة من مراحل عملية الحوار. ويجب أن تكون النساء على الطاولة في جميع المناقشات، لأن استبعادهن يقوض بشكل أساسي شرعية وفعالية المحادثات.

ويتعين على المجتمع الدولي أن يرفض بقوة أي شروط تضعها طالبان وتنتهك مبادئ حقوق الإنسان، وخاصة تلك التي تستبعد النساء. والشفافية أمر بالغ الأهمية أيضا. وينبغي مشاركة جداول الأعمال ونتائج الاجتماعات بشكل علني لضمان الشمولية والمساءلة.

تم تصنيف الفضاء المدني في أفغانستان على أنه “مغلق” من قبل مراقب التحالف العالمي من أجل مشاركة المواطنين.

تواصل مع اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان من خلال موقعها الإلكتروني أو صفحتها على فيسبوك، وتابع @AfghanistanIHRC و@DrSimasamar على تويتر.

© إنتر برس سيرفيس (2024) — جميع الحقوق محفوظةالمصدر الأصلي: خدمة إنتر برس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى