الأمم المتحدة مشلولة والتحديات تتراكم وزعماء العالم “يدورون في دوائر” كما يقول الرئيس البرازيلي لولا — قضايا عالمية


وفي حديثه أمام زعماء العالم في المناقشة السنوية للجمعية العامة، أعرب الرئيس لولا عن أسفه لأن الوضع العالمي الحالي، بما في ذلك الشلل الظاهري الذي تعاني منه الأمم المتحدة في العمل، يعكس “ضعف قدرتنا الجماعية على التفاوض والحوار”.

وقال على سبيل المثال إن ميثاق الأمم المتحدة من أجل المستقبل الذي تم تبنيه مؤخراً كان محدود النطاق، على الرغم من أن هدفه المقترح يتلخص في رسم مسار العلاقات المتعددة الأطراف في السنوات المقبلة.

وقال: “إن النطاق المحدود هو أيضاً تعبير عن مفارقة عصرنا: فنحن ندور في دوائر بين التنازلات المحتملة التي تؤدي إلى نتائج غير كافية”.

علاوة على ذلك، على الرغم من التحديات التي تفرضها جائحة كوفيد-19، لم تعتمد منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أي معاهدة شاملة بشأن الأوبئة.

وتابع قائلاً: “إننا نعيش في زمن يتزايد فيه الكرب والإحباط والتوتر والخوف”، وانتقد الميزانيات العسكرية المتزايدة والصراعات، مشيراً إلى أن استخدام القوة أصبح هو القاعدة، وغالباً دون دعم من القانون الدولي.

لقد أدان السيد لولا بشدة غزو أوكرانيا، وسعى، جنباً إلى جنب مع الصين، إلى تعزيز الحوار البناء من خلال “خطة النقاط الست” المقترحة.

وكانت الأزمات الإنسانية في غزة والضفة الغربية أيضا من النقاط المحورية في خطابه. ووصف الرئيس البرازيلي الوضع بأنه أحد أكبر الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، وأدان ما اعتبره عقابًا جماعيًا للشعب الفلسطيني، مشيراً إلى الخسارة المأساوية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال.

وقال الرئيس لولا: “إن حق الدفاع أصبح حق الانتقام”، معرباً عن قلقه إزاء الوضع المتصاعد حالياً في لبنان.

وفيما يتعلق بتغير المناخ، حذر الرئيس لولا من أننا “محكوم علينا بالاعتماد المتبادل على تغير المناخ”، مشددا على أن الأجيال القادمة ستتحمل عواقب الالتزامات المناخية التي لم يتم الوفاء بها.

وشدد على التزام البرازيل بحماية البيئة، مشيراً إلى أن إزالة الغابات في منطقة الأمازون قد انخفضت بنسبة 50 في المائة ويهدف إلى القضاء عليها بحلول عام 2030.

وفي دعوته لإصلاح النظام المالي العالمي، أشار الرئيس لولا إلى أن البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط ​​غالبا ما تكون محرومة، مما يؤدي إلى “خطة مارشال عكسية” حيث يقوم أفقر الناس بتمويل أغنىهم.

وفي تسليط الضوء على التناقض الصارخ في معدلات الاقتراض بين الدول الأفريقية والدول الأكثر ثراء، حث على زيادة تمثيل الدول النامية في مؤسسات مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

وأخيرا، اقترح “مراجعة شاملة” لميثاق الأمم المتحدة ودعا إلى إصلاحات عاجلة داخل المنظمة ذاتها، داعيا مجلس الأمن إلى إعادة النظر في ممارساته الاستبعادية فيما يتعلق بالمقاعد الدائمة لبلدان أميركا اللاتينية وأفريقيا.

واختتم كلامه بالتذكير بأن العالم لا يستطيع أن ينتظر مأساة أخرى لتحفيز التغييرات الضرورية في الحكم، وحث على أن إرادة الأغلبية يجب أن تنتصر على هياكل السلطة الراسخة.

خطاب الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا.

انقر هنا لتحميل البيان (باللغة البرتغالية).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى