الطريق لتعزيز الشمول المالي في مصر والعالم



أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تقريرًا جديدًا بعنوان «بنوك النيو: الطريق لتعزيز الشمول المالي»، والذي يتناول موضوع البنوك الرقمية من جوانب متعددة، بدءًا من تعريفها ونشأتها وصولًا إلى تأثيرها على الشمول المالي ومستقبلها في مصر والعالم. 

سنستعرض تفاصيل التقرير ونحلل دور البنوك الرقمية في تطوير القطاع المالي وكيف يمكن أن تسهم في تعزيز الشمول المالي.

تعريف البنوك الرقمية

البنوك الرقمية هي مؤسسات مالية تستخدم التكنولوجيا الرقمية لتقديم الخدمات المصرفية، دون الحاجة إلى فروع مادية. 

على عكس البنوك التقليدية، التي تعتمد على الفروع والموظفين لمعاملات العملاء، توفر البنوك الرقمية جميع خدماتها عبر الإنترنت أو تطبيقات الهاتف المحمول. 

تشمل هذه الخدمات فتح الحسابات، تحويل الأموال، دفع الفواتير، وغيرها، مما يسهل الوصول إلى الخدمات المالية ويقلل من الحاجة للذهاب إلى الفروع.

نشأة وتطور البنوك الرقمية

ظهرت البنوك الرقمية لأول مرة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بعد الأزمة المالية العالمية التي شهدت تراجعًا حادًا في الثقة في النظام المصرفي التقليدي.

مع تزايد استخدام الإنترنت والتكنولوجيا الرقمية، بدأت البنوك الرقمية في الظهور كبديل فعال وسهل للمؤسسات المصرفية التقليدية.

التطورات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي، سلسلة الكتل (Blockchain)، وتحليل البيانات الكبرى (Big Data) ساعدت البنوك الرقمية على تحسين خدماتها وزيادة كفاءتها.

 فقد تمكّن الذكاء الاصطناعي من أتمتة العديد من العمليات المصرفية، مما أدى إلى تقليل الاعتماد على العمل اليدوي وخفض التكاليف.

أهمية البنوك الرقمية في تعزيز الشمول المالي

البنوك الرقمية تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الشمول المالي، والذي يهدف إلى توفير خدمات مالية لكل أفراد المجتمع، بما في ذلك الفئات المهمشة.

تسهم البنوك الرقمية في تحقيق هذا الهدف من خلال:

تسهيل فتح الحسابات: تتيح البنوك الرقمية فتح حسابات مصرفية عن بُعد عبر الإنترنت، مما يسهل على الأفراد في المناطق النائية أو الذين لا تتوفر لهم فروع بنكية الوصول إلى الخدمات المالية.

تخفيض التكاليف: تقدم البنوك الرقمية حسابات دون رسوم أو برسوم منخفضة مقارنة بالبنوك التقليدية، مما يجعل الخدمات المالية أكثر تكلفة.

تقديم منتجات مالية مبتكرة: توفر البنوك الرقمية منتجات وخدمات مالية تتناسب مع احتياجات العملاء، مثل القروض الصغيرة وخدمات الادخار.

زيادة الوصول: يمكن لعملاء البنوك الرقمية إجراء المعاملات على مدار الساعة، دون الحاجة إلى الالتزام بساعات العمل التقليدية.

الآفاق المستقبلية لبنوك النيو عالميًا

تشير التوقعات إلى أن سوق بنوك النيو، أو البنوك الرقمية بالكامل، سيواصل نموه بشكل ملحوظ في السنوات المقبلة. 

من المتوقع أن ترتفع قيمة المعاملات في سوق بنوك النيو العالمية من 6.37 تريليون دولار في 2024 إلى 10.44 تريليون دولار في 2028. كما يُتوقع أن يرتفع متوسط قيمة المعاملة لكل مستخدم من 21.11 ألف دولار في 2024 إلى 27.02 ألف دولار في 2028.

تساهم عدة عوامل في هذا النمو، بما في ذلك زيادة الطلب على الخدمات المصرفية الرقمية، التطوير المستمر للبنية التحتية للتكنولوجيا المالية، وتزايد التعاون بين بنوك النيو والمؤسسات المالية التقليدية.

تحديات تواجه البنوك الرقمية

على الرغم من مزاياها، تواجه البنوك الرقمية تحديات كبيرة، تشمل:

الأمن السيبراني: تزايد التهديدات السيبرانية يتطلب من البنوك الرقمية الاستثمار بشكل كبير في تعزيز الأمان وحماية البيانات.

التحديات التنظيمية: تفرض القوانين واللوائح الصارمة على البنوك الرقمية لضمان حماية العملاء وتعزيز الاستقرار المالي.

الربحية: تحتاج البنوك الرقمية إلى تحقيق توازن بين تقديم خدمات مجانية أو منخفضة التكلفة والحفاظ على ربحيتها.

عدم الاعتراف بالعلامة التجارية: تواجه البنوك الرقمية صعوبة في بناء سمعة قوية مقارنة بالبنوك التقليدية التي تمتلك تاريخًا طويلًا في السوق.

مستقبل البنوك الرقمية في مصر

مصر تسعى بشكل متسارع نحو تحقيق الشمول المالي من خلال تعزيز استخدام التكنولوجيا الرقمية في القطاع المصرفي. وفقًا للتقرير، حققت مصر تقدمًا ملحوظًا في هذا المجال، حيث ارتفعت نسبة الشمول المالي من 27.4% في عام 2016 إلى 70.7% في عام 2023. 

هذا النمو يعكس نجاح السياسات الحكومية في دعم الشمول المالي وتحقيق النمو المستدام.

في يوليو 2023، أصدر البنك المركزي المصري «قواعد ترخيص وتسجيل البنوك الرقمية والرقابة والإشراف عليها»، التي تهدف إلى تنظيم وتسهيل إنشاء وتشغيل البنوك الرقمية في مصر. 

ومن المتوقع أن يتم إطلاق أول بنك رقمي في مصر، المسمى Onebank، في الربع الأخير من عام 2024 بعد الانتهاء من مرحلة الترخيص.

الاستراتيجيات المستقبلية لبنوك النيو في مصر

تشير التوقعات إلى أن مستقبل بنوك النيو في مصر سيكون مشرقًا، بفضل التوجهات نحو الرقمنة والتطور التكنولوجي. 

تعزز سياسات الدولة هذه الاتجاهات من خلال دعم الابتكار والشمول المالي. 

من المتوقع أن تسهم بنوك النيو في تقديم خدمات مالية مبتكرة وبأسعار معقولة، مما يدعم تحقيق الأهداف الاستراتيجية لرؤية مصر 2030.




المصدر موقع الفجر


اكتشاف المزيد من نهج

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من نهج

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading