سوريا تستقبل 250 ألف لاجئ فارين من لبنان – قضايا عالمية


“لقد هربت العائلات التي تحدثت معها للنجاة بحياتها وليس لديها أي فكرة عما قد يحمله الغد بعد رحلة مرهقة وخطيرة إلى الحدود. وقال المفوض العام للمفوضية السيد غراندي، أثناء زيارته لمعبر جديدة يابوس الحدودي: “إنهم يصلون ومعهم وسائل قليلة ويحتاجون إلى إغاثة عاجلة”.

ويأتي هذا النزوح مع تصاعد الصراع بين إسرائيل ولبنان، مما أجبر اللاجئين اللبنانيين على البحث عن الأمان عبر الحدود.

يضيف وصول اللاجئين إلى سوريا طبقة أخرى من التعقيد إلى الوضع الإنساني المتوتر بالفعل. أدت الحرب الأهلية السورية التي بدأت عام 2011 إلى واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.

ولا تزال البلاد تواجه تحديات كبيرة، ويحذر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة من أنها تتجه نحو أزمة إنسانية تهدد بالخروج عن نطاق السيطرة.

ولم يتم تمويل سوى ربع الاحتياجات الإنسانية لهذا العام في سوريا، في حين أن الاحتياجات في أعلى مستوياتها منذ بداية الصراع: يواجه 13 مليون سوري انعدام الأمن الغذائي الحاد ويظهر أكثر من 650,000 طفل علامات التقزم بسبب سوء التغذية الحاد.

رحلة خطيرة وسط الدمار

ومع تدمير الطريق الرئيسي بين المراكز الحدودية اللبنانية والسورية جراء غارة جوية، يضطر اللاجئون إلى القيام بالرحلة سيراً على الأقدام، مع أطفالهم وأية ممتلكات يمكنهم حملها.

وتقدم المفوضية – بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري ووكالات الأمم المتحدة الأخرى، بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي والمنظمات غير الحكومية – المساعدة الفورية على الحدود، بما في ذلك المياه والمواد الغذائية والبطانيات. وتقوم الفرق أيضًا بدعم الوافدين الجدد بالمساعدة القانونية والتوثيق وتقديم المشورة لهم بشأن الإجراءات الإدارية وغيرها.

يدعو إلى زيادة الدعم

وشدد السيد غراندي على خطورة الوضع، قائلاً: “إن التدفق الجديد للأشخاص يأتي في وقت يعيش فيه ملايين السوريين في مصاعب ويحتاجون هم أنفسهم إلى المساعدة الإنسانية. يجب علينا زيادة الدعم للوافدين الجدد والمجتمعات المضيفة الضعيفة التي تستقبلهم”.

ويشدد المفوض السامي على الحاجة الماسة إلى تعبئة المساعدات الإنسانية والموارد الكبيرة لأنشطة الإنعاش المبكر، على النحو المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن.

نداء الطوارئ

وفي وقت سابق من دمشق، أطلق السيد غراندي نداء طوارئ مشترك بين الوكالات لجمع 324 مليون دولار لدعم جميع الفارين إلى سوريا وأسرهم المضيفة على مدى ستة أشهر.

وتقوم المفوضية بتوسيع برامجها الإنسانية في جميع أنحاء سوريا لتلبية احتياجات الوافدين الجدد والمجتمعات المضيفة على حد سواء. وتعمل الوكالة أيضًا على تعزيز برامج الدعم القانوني الخاصة بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى