تواجه هايتي نزوحًا قياسيًا وسط تصاعد عنف العصابات – قضايا عالمية
وقال الخبراء، ومن بينهم المقرر الخاص المعني بحقوق النازحين داخلياً، إن “العنف، خاصة في العاصمة بورت أو برنس، وصل إلى مستويات مثيرة للقلق، حيث تسيطر الجماعات المسلحة على مناطق واسعة وتعقد وصول المساعدات الإنسانية”.
وأضافوا أن الاشتباكات بين العصابات والشرطة الوطنية الهايتية خلقت “بيئة منتشرة من الخوف، وتقييد حرية التنقل والحصول على الخدمات الأساسية”.
وفي الربع الأول من عام 2024 وحده، أفادت التقارير أن أعمال العنف المرتبطة بالعصابات أودت بحياة أو إصابة 2500 هايتي، من بينهم 82 طفلاً.
وكانت النساء والأطفال هم الأكثر تضرراً، وسط تزايد خطر العنف والاستغلال الجنسي.
النزوح الجماعي
ويعيش العديد من النازحين داخلياً في “ظروف مكتظة وغير ملائمة دون النظافة الأساسية والصرف الصحي الأساسي، ويواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والماء والمأوى والرعاية الطبية، بما في ذلك الافتقار إلى مساحات آمنة وخاصة للدعم النفسي”، بحسب التقرير المستقل. قال الخبراء.
وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، يعيش 80% من النازحين داخلياً على المستوى الوطني مع أسر مضيفة بينما يلجأ الباقون إلى مواقع، يقع الكثير منها في مناطق تسيطر عليها العصابات أو مناطق شديدة الخطورة.
ويعاني ما يقرب من نصف سكان البلاد من الجوع الشديد، و18 في المائة منهم في مستوى “الطوارئ” من انعدام الأمن الغذائي.
التأثير على الأطفال والنساء
لقد تأثر الأطفال والنساء بشكل غير متناسب بآثار العنف وعدم الاستقرار في هايتي، حيث يوجد أكثر من 310,000 امرأة وفتاة، و180,000 طفل بين النازحين.
ويعيش أكثر من نصف مليون طفل في أحياء تسيطر عليها الجماعات المسلحة، ويواجهون خطراً متزايداً للعنف وتجنيد الأطفال.
علاوة على ذلك، فإن العدد المتزايد من الأطفال النازحين غير المصحوبين بذويهم يجعلهم عرضة بشكل خاص للاستغلال والإساءة والاتجار من قبل العصابات.
كما أدت أعمال العنف والهجمات على المرافق التعليمية إلى إغلاق ما يقرب من 900 مدرسة، مما أثر على ما يقرب من 200 ألف طفل، وتعطيل التعلم وتعريض الأطفال لخطر متزايد.
وقال خبراء مستقلون عينهم مجلس حقوق الإنسان إن العنف الجنسي ضد النساء والفتيات في مواقع النازحين داخلياً يتصاعد أيضاً مع استمرار العصابات في استخدام الاغتصاب كسلاح للإرهاب.
دعوة للعمل
وفي خضم هذا الوضع المثير للقلق، دعا الخبراء إلى زيادة القيادة والمشاركة النسائية لضمان نجاح التحول السياسي في هايتي.
كما حثوا على بذل المزيد من الجهود لمعالجة الأسباب الجذرية للنزوح من أجل بناء حلول مستدامة للمستقبل.
وقالوا: “إن الحلول الدائمة للنازحين، مثل العودة الآمنة أو إعادة التوطين أو الاندماج المحلي، تتطلب معالجة الأسباب الجذرية للنزوح، بما في ذلك العنف وعدم الاستقرار السياسي والتدهور البيئي”.
خبراء مستقلون
يتم تعيين المقررين الخاصين من قبل مجلس حقوق الإنسان ومقره جنيف ويشكلون جزءًا من إجراءاته الخاصة، وهم مكلفون برصد وتقييم حالة الحقوق في بعض الحالات المواضيعية أو القطرية.
وهم يعملون بصفتهم الشخصية، بشكل مستقل عن الأمم المتحدة والحكومات الوطنية.
إنهم ليسوا من موظفي الأمم المتحدة ولا يحصلون على راتب.
اكتشاف المزيد من نهج
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.